أنـس الصـغيـر: رحلة الألف ميل

قدّمت بريستو خلال فترة تواجدها في طرابلس ومنذ انطلاق خدماتها نموذجاً يحتذى به في الالتزام والانضباط، تخلل رحلتها العديد من التجارب التي أكسبتها الخبرة والقدرة على تطبيق هذا النموذج في أي مكان آخر وبنفس المقدار من النجاح.

وقع اختيار بريستو على مدينة بنغازي، كأول مدينة ليبية في خطة التوسع لديها، وذلك لما تمثّله الحصّة السوقية في المدينة من فرصة ذهبية لبريستو من أجل إثبات نفسها وترسيخ هذا الكيان في سوق خدمات التوصيل في بنغازي.

حمل فريق التوسّع من الشباب الشغوف مسؤولية نقل هذه التجربة على عاتقهم، قاطعين مسافة أكثر من 1000 كيلو متر بعيدا عن منازلهم وعائلاتهم وذلك من أجل تقديم مسؤولية اجتماعية قبل أن يكون التزاما وظيفيا من طرفهم، كلّا حسب تخصصه، نرافقكم اليوم في جزء من هذه الرحلة بأعين أحد أعضاء الفريق والذي كان المسؤول عن نقل وتنفيذ نظام العمل لدى السائقين المستقلين في بنغازي، المهندس أنس الصغير.

بصفته المسؤول عن العمليات الخاصة بالسائقين والمشرف في بنغازي على تأسيس نظام العمل المستقل يرى أنس أن جزءا كبير من صعوبة المهمة قد تم التعامل معه حتى قبل وصولهم إلى المدينة، وذلك بسبب ترحيب الناس والمجتمع في المدينة بفكرة التطبيق، والرغبة لدى السائقين في التعاون والحصول على فرصة عمل بمساعدة تطبيق بريستو، يقول أنس: (كان الأمر صعباً؛ ولكن الصعب ليس بمستحيل، في خلال عملنا سنتين في طرابلس اكتسبنا الخبرة والدراية بكيفية استقطاب السائقين وتوفير فرص عمل للشباب تغنيهم عن اضاعة الوقت بأمور اخرى).

في طريقه لتبسيط هذه العملية لنا، يوضح لنا طريقة التعامل مع المتقدمين للعمل في بنغازي، حيث يقوم الفريق المسؤول عنه أنس في بنغازي بتقديم كل التسهيلات وتوضيح كافة الإستفسارات لهؤلاء الشباب، حيث أن تسهيل الإجراءات وتسريع عملية التسجيل والتدريب تنعكس بشكل إيجابي على المتعاونين مع بريستو كسائقين مستقلين، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون مع باقي الأقسام والإدارات في بريستو، حيث يعملون مجتمعين لضمان حصول السائقين على أفضل ما يمكن من خدمات، يقول أنس معلقا على ذلك: (بالتعاون مع الأقسام و الإدارات الاخرى في بريستو نسعى لتوفير أفضل تجربة للسائق المستقل من جميع النواحي، بداية من سهولة التسجيل ودخول العمل من نفس اليوم، مروراً بالدعم المستمر على مدار اليوم لتسهيل المهام على السائقين، وانتهاءا بالعروض والحوافز).

استعدادهم لمثل هذه النقلة النوعية في بريستو لم يكن وليد اللحظة، فكل خطوة تم أخذها كانت مدروسة بشكل جيد ومعدّة مسبقا مع حساب كافة الإحتمالات المترتبة على كل خطوة يتخذونها، فرغم ضيق الوقت وبعد المسافة فقد قاموا بتجهيز مبنى بريستو بشكل متكامل واحترافي، وتم تهيئته بشكل كامل ليكون نقطة انطلاقة لكافة عمليات بريستو في المدينة، كما قاموا أيضا بتجهيز نقطة مستقلة للتسجيل واتمام المعاملات المالية للسائقين، راعوا فيها قرب المسافة نسبيا من وسط المدينة، كونه مجهزا بموقف سيارات يتسع لجميع القادمين للتسجيل، وأيضا سهولة الوصول إليه من أي مكان في بنغازي، قال لنا أنس: (قمنا بتجهيز المقر في وقت قياسي، واستقبلنا السائقين للتدريب قبل الانطلاق حتى نكون على استعداد تام لتلبية طلبيات الزبائن بأفضل صورة لتوفير تجربة ممتازة للزبائن وللسائقين على حد سواء).

الحس بالمسؤولية وحمل رسالة الاستمرار بنفس النسق المتّبع في طرابلس هو شعور يتشاركه جميع من له يد في هذه المبادرة، تقديم أفضل ما يمكن والذهاب أبعد من ذلك كان ولازال هدفا لا يقبل المساومة فيه والتنازل عنه، فالثقة التي وجدوها والإقبال على تجربة تطبيق بريستو من الناس زادت لديهم الحافز من أجل الإستمرار والتوسع بأكبر قدر ممكن: (وجدنا استجابة إيجابية منهم – السائقين – وكذلك من السكان لخدماتنا وكأنهم ينتظرون قدومنا، مما حمّلنا مسؤولية المحافظة على جودة الخدمة والتحسين منها للأفضل).

أنس الصغير والعديد من الشباب الشغوف يخوضون غمار تجربة فريدة من نوعها ويحملون رسالة قطعوا بها مئات الكيلو مترات من أجل نقلها لمدينة أخرى من مدن بلادهم الحبيبة، يتشاركون جميعا نفس الهدف الواحد ويؤدون مهامهم بتناسق وتناغم منقطعي النظير لرسم لوحة كبيرة يقف أمامها كل عابر ليتأمل مدى دقّتها، وأنها رُسمت بأيدي شباب واعد يحمل مسؤولية وواجب اجتماعي كبيرين، ونظام داخلي يعكس ما في نفوس حامليه من حب المساعدة وعمل الخير في جميع تفاصيل معاملاتهم مع الراغبين في الإلتحاق والشركاء والعملاء على حد سواء.


Posted

in

by

Tags:

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *